يوميات رحالة عربي _مصر
زهرة الحب وعنوان بيت الأشباح
ما أن ترجلت عن صهوة حصاني الغاضب العضاض حتى تذكرت بأن صديق لي مصري يعمل في إحدى الكافتيريات التي أرتادها بانتظام في عمان قد أعطاني عنوان شقيقه في مصر ومعه رقم الهاتف وكان العنوان واضحاً جدا وقد قال لي أن شقيقه سيقوم بالواجب فيما لو إحتجت من يرافقني في القاهرة كدليل وسيكون شقيقه سعيداً لو يسمع أخبار أخاه المغترب خاصة وأن صديق له سوف يتكلم عنه يطمئنهم عنه ، فأرجأت الذهاب للعنوان ريثما أشتري قارورة عطر من خلاصة عطر اللوتس الشهير والتي أخذت طابع الأرستقراطية القديمة والقداسة لأنها تحافظ على نعومة الجسد، وقد ذكر عنها أساطير كثيرة وهي زهرة ترمز للحب في الزمن الفرعوني ولازالت تعتبر نادرة وتتميز بها مصر دون غيرها من مدن العالم وأيضا أول ورق استعمله البشر هو ورق البردي فنحن في مصر رمز الحضارة التي تستمر لعشرات آلاف السنين وأرض الأنبياء رضوان الله عليهم منذ سيدنا إبراهيم عليه السلام وسيدنا يوسف عليه السلام وسيدنا موسى عليه السلام وأيضا أرض وممالك الفراعنة وحضارة الألغاز والأهرامات والنيل ، وتطوع سمسار الخيول أيضا أن يخدمني لأن هناك محل لبيع القوارير ، ونسيت أن أذكر أن سمسار الخيول السمين قد أخذ إضافة للخمسين جنيه خمسة وعشرون أخرى أجرة الحصان الثاني الذي ركبه وهذا محسوب علي فقلت لا حول ولا قوة إلا بالله ودفعت ، وأيضا بدأ جسدي يفقد قواه وأخذت أسعل بشكل واضح وإرتفاع في درجة الحرارة ، وحينما عاد السمسار ومعه صاحب محل العطور القائم أمام أبو الهول رحب الرجل بهذا الزبون الثقيل الدم والذي حضر قبل أن يطلع النهار ويفتح باب السياحة وباعني قارورة صغيرة جدا رضيت بها وحسب لي سعر الغرام الواحد خمسون جنيهاً ، وغص حلقي في ان أسافر وليس معي شيئاً مميزاً للذكرى فوافقت وأنا أقول هذا ثاني شخص يستغفلني وربما جعلني أدفع ثمن إزعاجه من النوم مثلما فعل الحصان ودفعت وخرجت بعد أن عرفت كل شيء عن زهرة اللوتس وكنت بعد ذلك وبعد عودتي للأردن قد كتبت عن زهرة اللوتس المقدسة وشرائي لها مع صورة في صحيفة الهدف الأردنية ، وبعد خروجي من منطقة الأهرام استأجرت سيارة ليوصلني السائق للعنوان الذي أعطاني إياه صديقي المصري ، فطلب مني السائق أربعون جنيه مقابل إيصالي من الجيزة إلى العنوان والذي تبين فيما بعد بأنه لا يبعد كثيراً عن الجيزة والجميل في السائق أنه أخذ العنوان وأضحى يسأل شخصياً عن العنوان وينزل ويسأل وبقينا ندور وندور حتى وصلنا للعنوان المطلوب ، ونفس البناية ونفس رقم الشقة ، وصعدت وأنا في غاية الإعياء فقد بدأ الإعياء الشديد يضرب بجسدي بشدة وأخذت درجة حرارتي ترتفع فشعرت أنني لا أريد سوى أن أنام فقط وأن يتوقف الضيق أو الالتهاب في صدري وهذا الإنهيار وحينما قرعت الباب تفاجأت ببواب العمارة يخبرني أن هذا الإسم لا تعرفه وهذا ليس العنوان فغضب السائق الذي يرافقني صارخا بها أن هذا العنوان هو المكتوب في الورقة هو رقم العمارة وهذا رقم الشقة فلماذا تكذب حينها أخبرته أنني لست بحاجة لصاحب العنوان وفقط كنت أريد أن أسلم عليه وأطمئنه على شقيقه في الأردن وأتابع سفري ، فإذا بالسائق يعرض علي أن أكون بضيافته لعدة أيام حتى تتحسن صحتي وبعدها أتابع السفر فشكرته وأنا أعلم بأنني في هذا الوضع الصحي أمام أمرين إما الرجوع فوراً لليمن ثم الأردن حتى أتحاشى المضاعفات المرضية فإذا بالسائق يسألني ألا تعرف أحدا هنا فقلت له نعم لأنني تذكرت الدكتور الذي تعرفت إليه في صنعاء وهو يسكن في كوم حمادة فأعاد للمرة الثانية عرضه في أن أذهب عنده بضيافته فشكرته للمرة الثانية وتوجه بي إلى مجمع سيارات وكانت قريبة من محطة القطار وحينما نزلت اخبرني أننا قد تكلفنا كثيرا وهو يريد فقط ثمن البنزين فسألته كم تريد فقال قدر ذلك لقد درنا في عدة أحياء فناولته أربعين أخرى فنظر عليها نظرة عدم رضى ولكنه في النهاية قبل وودعني وانصرف وجلست أفكر في العودة لليمن أم المتابعة للسودان وأنا في أسوأ وضع صحي لي لا أدري مدى مضاعفاته أم أتوجه إلى كوم حمادة لإنقاذ الموقف أو أزيده تعقيدا وغدا هو يوم عيد الفطر السعيد والساعة كانت بلغت الثانية عشر ظهراً، فلا أنا قادر على السفر للسودان الآن ولا أنا وجدت بيت شقيق صديقي وكأننا نبحث عن بيت وهمي سرقته الأشباح