بصرى 00 وقصه الراهب بحيرى
ان الرحله من هاهنا الى بصرى تحتاج ساعات وساعات 0 وحتى نصل الى هناك فان الرحله تقتضي السفر واجتياز حدود ووقت وايضا مصاريف 0 من الممكن حصرها احيانا واحيانا اخرى يصعب حصرها لان السفر كثيرا مايحمل مفاجات كثيره 0 من المصاريف والنوم ومتابعه السفر والمواصلات ولهذا كانت رحلتى اعتباطيه 0 ولا يكاد ما احمله يتجاوز الالفى دولار كحد اقصى ولكنني كنت انوي السفر بعون الله تبارك وتعالى وتوفيقه فان جزيرتنا العربيه وبلاد الشام كلها ارض الانبياء والصديقين والصالحين والحكماء 0 وان خير الاخبار ان تراها او تسمعها من مكانها لهذا كان لابد ان اسافر الى بصرى 0 ولانني ادرك تماما بان بصرى مدينه عريقه بعراقه التاريخ فهي من اهم المدن التاريخيه للقوافل منذ اقدم العصور 0 فهى اقرب المدن لمدينه ام الجمال 0 والتى كانت في العصور الغابره يحكمها الامبراطور الحكيم 0 ماركوس اوريلوس 0 وايضا فهي الاقرب لطريق القوافل وطريق روما الممتده من الصين الى الشرق عبر تركيا وحلب وحتى بصرى ومن ثم تتوجه معان ان كانت تقصد القوافل مكه او ان تتجه الى البتراء ان كانت تقصد غربا باتجاه الاراضي المقدسه ومصر
لهذا فان موقع بصرى هام جدا ومنها تنطلق القوافل باتجاه الغرب نحو بحيره المزيريب السوريه للتجه القوافل حينها نحو شمال فلسطين
لهذا كان لبصرى دور حيوى جدا على طريق التجاره
لان معظم المدن الممتده من بصرى الى الشام جميعها كانت مدن عامره بالمدن الاثريه القديمه والكنائس فليس غريبا ان تكون بصرى الاكثر اهميه من بين هذه المدن
وما ان وصلت الى درعا على الحدود السوريه حتى توجهت من هناك الى بصرى والتى لا تبعد عن درعا كثيرا حيث لا تكاد المسافه بالسياره تزيد عن ساعه الا ربع بالسياره من درعا الى بصرى وتقع طريها على يمين الشارع الرئيس المتجه الى دمشق بينما تكون بحيره المزيريب على يسار المسافر لدمشق
وما ان اطللت عليها حتى وجدت ان معظم حجارتها بركانيه زرقاء قاتمه تميل للسواد وقد علمت سر ذلك حينما اتجهت نحو الشمال باتجاه دمشق لاجد الجبل الاسود وجبل شيحان وهما تلال بركانيه وقد اعلمنى بعض السكان بان الجبال البركانيه تكاد تبلغ في هذه المناطق حوالى سبعه جبال بركانيه كانت تثور في الازمنه القديمه وتنفث حممها القاتله مما دمر هذه الحضارات وبقيت اثارها لكثره ماتعرضت للزلازل البركانيه عبر العصور 0 ويستطيع الزائر للمنطقه ان يطلع على اثار ومدن كثيره جدا تمتد من بصرى باتجاه جبل العرب وحتى ما بعد الشيخ مسكين وهو ما يكاد يكون منتصف المسافه من درعا الى دمشق وكلها اثار رائعه ومدهشه جدا
وما ن وقفت لالتقط بعض الصور حتى وجدت بان معظم السكان هناك يشيرون الى عامودين وفوقهما ما يصل بينهما من صخور ذات نقوش وتسمى سرير بنت الملك وهذه القصه معروفه جدا جدا وللجميع ولا يكاد احد من سكان بصرى لايعرف قصتان الاولى قصه الراهب بحيرى 0 وقصه سرير بنت الملك 0 وتتلخص قصه سرير بنت الملك ان 0 احد الملوك الذين كانوا يحكمون المدينه 0 كان لايؤمن بالموت والنشور 0 لهذا قرر ان يعمل لابنته سريرا عند باب المدينه لايمكن لاحد ان يمر دون ان تراه من موقعها على سريرها او نافذه قصرها على باب المدينه 0 وقد اخبره الكهان بان ابنته ستموت بالسم 0 على يد حشره 0 وهذا مازاده غضبا وتحديا 0 فصنع لابنته برجا مشيدا على باب المدينه حتى لايمكن للموت ان يصل اليها وما ان اضحت في قمه شبابها حتى شاهدت فلاحا يمر من تحت برجها الواقع فوق بوابه المدينه ومعه سلال كبيره من العنب الذي لازالت وحتى هذه الساعه المنطقه مشهوره بزراعته ولا تكاد ترى اثرا من الاثار الا وعليه عروق العنب او عناقيد عنب لشهرته هناك عبر التاريخ
وما ان شاهدت الاميره من برجها المشيد العنب حتى امرت خدامها ان ياتوها منه فورا 0 وكان الطعام يمر اليها عبر مراحل كثيره من الرقابه من الكهان والحرس والمهتمين بحمايتها من الموت كما ذكر الكهان لوالدها الملك
0 وتقول القصه بان الاميره وبعد ان ارسل اليها العنب بعد تفتيشه وغسل العنب وما ان مدت يدها لتاكل اول حبه منه حتى لدغتها عقرب صفراء صغيره مما جعلها تصرخ فزعه 0 ولم يستطع والدها ان يمنع عنها الموت فغضب على البرج وهدمه حزنا 0 واتمت العوامل الطبيعيه والزلازل عمله فلم يبق منها الا ما تبقى
00 والقصه الاخرى هي قصه الراهب بحيره ومبيته ومبرك الجمل حيث برك جمل الرسول عليه الصلاه والسلام فبقيت اثاره في الصخر وحتى الان لازالت هذه الصخور بارزه للعيان ويشاهدها كل زائر لبصرى حيث ان مبرك الجمل 0 وبيت الكاهن وكنيسته هما ابرز المعالم التى يبحث عنها الزائر الغريب
وحتى لااطيل اترك بين ايديكم الصور لتعبر بصوره اكثر دقه من الكلام 0وارجو الله ان تنال اعجابكم والحمد لله الذي من علينا برحمته وارانا بكرمه ملكه واياته في الارض كرما منه وفضلا عظيما
فقد اخبرتنا القصص المتواتره عن رحله الرسول عليه السلام الى بصرى وكيف ان الراهب بحيره والذي كان معروفا عنه عدم الاحتكاك بالعرب او الزوار والقوافل كيف انه قام ولاول مره في تاريخ حياته بعمل وليمه كبيره لقافله كانت لقريش واميرها عم الرسول ابو طالب وكيف انه اخذ يستخبر عن الركب في القافله وامر ان ياتي اليه كل من في القافله وحينما اخبروه بان الجميع كان موجودا قال لا واظن ان احدا لم يحضر معكم وهو في القافله فاخبروه بانه لم يبقى في القافله احدا الا شاب صغير يتيم الابوين فامرهم ان ياتوا به وان يدخلوه من الباب الصغير والذي لايمكن الدخول منه الى بحاله الركوع لصغره وهو من الحجر البازلتى الاسود بينما جدران البناء من الحجر الصغير البركاني ولما ان وصل النبي عليه السلام دخل الباب واقفا رغم قصر الباب فقال الراهب هذا هو المنتظر واخبر عم النبي ابو طالب ان يعود به ولا يدخل به الشام خوفا من يهود وتقول بعض الروايات بان القافله تابعت سيرها ولم تدخل الشام بل توقفت في بدايه دمشق عند منطقه تسمى القدم والبعض يسميها القدم الشريف لان الرسول عليه السلام وقف عندها ولم يدخل الشام ولا زالت المنطقه حتى الان تحمل ذات الاسم