الادب الساخر 00 او الادب الساخن والناقد بين الامس واليوم
نداء لانشاء رابطه خاصه لكتاب وصحفيي الادب الساخر
الكاتب الساخر والصحفي والرحاله فيصل محمد عوكل
لم يكن الادب الساخر قبل اعوام الستينات حسب علمي موجودا في الاردن بل كانت مدارسه المتميزه في مصر تحديدا وفي لبنان حينما ظهر شوشو 00 صاحب النكته الرشيقه على المسرح وكان الكتاب يرغبون ان يظهروا بمظهر الجادون جدا 0وبانهم يتاقلمون مع الاوضاع السياسيه التى تمور بها المنطقه 0 حتى ظهرت صحيفه عمان المساء والتى كانت تباع في وقتها وبسرعه شديده وكان ثمنها قرشا واحدا 00 وكان ابرز كتابها في ذلك الحين الكاتب المعروف فخري قعوار 00 وكانت هذه الحركه التجديديه في الاسلوب احيانا تجد من يشجعها واحيانا تقابل من البعض بالرفض للرغبه من بعض الكتاب باتباع الجديه والجمود وكان لجريده عمان المساء دور رائع في استنهاض همم الادب الساخر وحينما توقفت الصحيفه 00 توقفت حركه الادب الساخر 00 حتى ظهرت صحيفه شيحان 00 والتى شكلت منعطفا كبيرا جدا في هذا المضمار وجابهت كل اعاصير ورياح الرفض لهكذا نوع من الادب الساخر ولم يمضى عامان حتى اضحى الادب الساخر هو المطلوب رقم واحد للقراء 00 بعد ان ادرك القراء والذين كان يبلغ وقتها تعدادهم بحوالى نصف مليون قاريء على الاقل في الاردن وحدها حتى ان الكثير من القراء كانوا يطالعون صحيفه شيحان من الصفحات الاخيره لانها كانت تحوي صفحات الادب الساخر 00 والتى كانت تكتب باسم رمزي هو شيحو 00 وكان لى شرف كتابتها منذ عام 1984 00 وكانت تصل الى اسبوعيا حوالى الالف رساله فقط لهذه الزاويه 00 وهذا الامر معروف جدا للمعاصرين للصحيفه والذين كانوا على اطلاع اعلامي متواصل 00 ولم يكن حتى ذلك الوقت صحيفه تستطيع ان تقف في وجه طوفان الادب الساخر النابع من شيحان والمتميز او تقليده من قبل الصحف الاخرى ليساهم في جذب القراء اليها 00 وقد كان للزميل والصديق الصحفي اللامع فيما بعد دور في انشاء صفحه ساخره وتحمل اسمه الصريح في جريده صوت الشعب 00 وهو الزميل والصديق الكاتب والصحفي 00 الحوامده وقد برع بذلك ولكن الصحيفه لم تستمر 0 فالف مجموعه من الكتب في الادب الساخر والتى لاقت نجاحا مميزا 00
وكنت في ذلك الوقت اقوم بنشر سلسله من كتب الادب الساخر بعنوان نغموش الساخر وتقوم احدى دور النشر بنشرها وطباعتها 00 وكانت سلسله متتابعه من اجزاء تحمل نفس الاسم نغموش وحد واثنان وثلاثه وهكذا وانا اتابع عملى في الصحيفه شيحان بذات الاسم المستعار شيحو 00 وللتعريف عن معنى شيحو ومصدرها فهي مختصره 0 من كلمه شيح 0 وهو نبات يداوي المغص ينبت في جبل شيحان في الكرك واضيف اليها كامه او لتضحى كلمه شيحو 00 وبرز كذلك في هذا المضمار الادبي الكاتب الاستاذ عدنان الرواشده البارع في هذا الفن 00 ومتميز فيه وله بصمته الخاصه 00 والذي انشىء فيما بعد صحيفه خاصه به تحت تسميه زرقاء اليمامه ليكتب بها خلاصه افكاره الجميله 0 وبقيت شيحان مستمره وبقوه في مدرسه الادب الساخر 00
انتشار الادب الساخر صحفيا
لم يكن عملى في شيحان وقفا على كتابه الادب الساخر كما يعتقد اللبعض بل كنت رئيسا لقسم التحقيقات الصحفيه الميدانيه ومديرا للتحرير الصحفي في الصحيفه لاعوام طويله 0 وكان معظم التحقيقات الصحفيه والتى كانت تثير الجدل في الشارع اكتبها بحريه مطلقه وكانت شيحان مدرسه حقيقيه للصحف الاسبوعيه التى سيكون لها نشضؤ فيما بعد وكان لها دور كبير في ابناء لها تخرجوا من هذه المدرسه الاعلاميه 0
والتى نزعت من صدور الكتاب الجمود الكتابي والتقوقع الكتابي 0 حسب المقوله الرائجه حين ذاك هكذا يريد الشارع او هكذا يريد رئيس التحرير 00 وكانت شيحان مدرسه حقيقيه للديمقراطيه الكتابيه بكل شموليتها في ذلك الحين 00
وحتى استطيع التعبير والخروج من قوقعه شيحو الاسم المستعار اخذت انطلق باسماء اخرى مستعار ه فانشات في صحيفه البتراء 00 صفحات الادب الساخر احيانا باسمي الصريح واحيانا اخرى باسماء مستعاره مثل ادم ونحول واسماء كثيره مستعاره يصعب على ذاكرتي حصرها 00 وبعدها صحيفه الحقيقه والتى كانت قرب الجامعه الاردنيه وقمت بانشاء صفحات الادب الساخر لانشره في معظم الصحف والتى كانت تجذبني اليها واستقطاب هذا النمط الجذاب الساخر والساخط والناقد بحرفيه دقيقه ومتميزه 0 وانا مرتبط بشيحان رغم انتشاري في الصحف الاخرى وبعدها انشات صفحات في جريده المراه صفحات الساخر تحت اسم كوفي شوب الساخرين 00 وفي صحيفه الحياه انشات صفحات الادب الساخر تحت تسميه نادي الضاحكين وكانت باسمي الصريح ككاتب وان كانت الشخوص باسماء مستعاره وكنت اكتبها وانا ايضا في سفر وارسلها للصحيفه مع تحقيقات صحفيه اخرى 0 وانشات صفحات الادب الساخر في جريده الهدف الاردنيه تحت اسم مستعار هو كولمبوا الهدف 00 واحيانا مشاغب بن قحطان 00 وصحيفه الاعلام البديل تحت تسميه على الرصيفه ويوميات جزعه هانم 00 وفي صحيفه البلاد يوميات نرفوز 00 وفي صحيفه حوادث الساعه صفحتان متقابلتان باسماء ساخره عديده كيوميات ابو العبد وام العبد 00 واعرب مايلي وحاله الطقص هذا الاسبوع وكانت تناقش اما قضايا اجتماعيه او احيانا قضايا سياسيه في حينها وفي صحيفه الميثاق الاسبوعيه ايضا كان هناك صفحه للادب الساخر عدى كتاباتب الاخرى 00 وفي صحيفه الاخباريه الاسبوعيه كان ايضا صفحتان للادب الساخر عدى الكتابه في التحقيقات الصحفيه عن اخبار المحافظات والتى اضحينا نجعلها محط انظار الصحف الاخرى 00 وصحيفه كواليس 00 كان هناك صفحتان ساخرتان اكتبهما عدى الصفحات الاخرى من تحقيقات صحفيه وصحيفه الشاهد حيث كان هناك صفحتان للادب الساخر عدى صفحات التحقيقات الصحفيه الاجتماعيه وصحيفه الايام والصفحات الساخرى فيها 00 وعملت مديرا للتحرير في اكثر من صحيفه ولم يكن المنصب هم الجاذب بل كانت الكتابه هي الاهم في التعبير لان الانسان او المواطن لايهمه الكاتب ومنصبه بل كانت الكتابه ودورها في تناول قضايه هي الاكثر اهميه لديه وهذا هو الاهم وهذه هي الرساله الاعلاميه الحقيقيه ودورها
وفي فتره التسعينات واثناء كنت اتنقل في كتاباتي الساخره في الكثير من الصحف برز منافس جميل اخذ الاضواء وكنت سعيدا به 0 وفي نفس المدرسه الشيحانيه 00 برزه صحيفه عبد ربه 00 وهذه الصحيفه كان يديرها ويبرزها او له الدور الاكبر في ابرازها الزميل الاستاذ يوسف غيشان والتى حطمت الرقم القياسي في جذب القراء 00 وفي هذه الفتره انقسم القراء الى نوعين نوع يحب بعمق الادب الساخر السياسي فيتعلق بصحيفه عبد ربه ولكنه لايترك الادب الساخر الذي اعتاد عليه كادب ساخر اجتماعي فكل نوع من هذا الادب له قرائه ومن يطالع شيحو كان ايضا لايمانع في تطوير ادواته الاطلاعيه فيشتري عبد ربه كصحيفه ساخره ومن هنا انتشر الادب الساخر في الاردن بسرعه كبيره وبدات الاتجاهات الفكريه في تطوير الكتابه وكسر حاجز الجمود الادبي والذي كان يغلف الكتابه
وفي منتصف التسعينات اخذت تتالق بعض الاسماء التى لم تكن معروفه قبل ذلك وهذا يعتبر انجازا كبيرا في تطوير ادب الكتابه الصحفيه او الادبيه الساخره والناقده وانا لااعتبره ادبا ساخرا بمقدار ماهو ادب ساخن يناقش قضايا الانسان بطريقه ساخره لاتحمل الضغينه بل طرح الموضوع بطريق ساخره محببه للجميع وتصل الى غايتها
الادب الساخر بعد عام الالفين وعشره
اخذت الانظار تتجه نحو الادب الساخر وكتابه واخذ البعض من المؤسسات الثقافيه تقيم محاضرات لايصال الفكره والتعريف بالكتابه النادره والصعبه والمرغوبه 00 فقمت بالكثير من المحاضرات حول الاعلام ودوره في ايصال الفكر وايضا في دور الادب الساخر ورسالته 00 وهناك كتاب بارزون جدا في هذا المضمار ربما كانت اشغالهم ومسؤلياتهم لاتمنحهم الوقت الكافي للبقاء في الساحه الادبيه الورقيه في الصحف 0 بعد ان اضحت بعض هذه الصحف وزواياها محصوره لبعض الكتاب ولا يجب ان يتم تجاوزهم وهم يحظون برعايه رؤساء التحرير في كثير من الاحيان او اصحاب الصحف 0 مما يعني خطف الاضواء عن الاعلام الحقيقيين للادب الساخر وهذا يعني تقهقرهم عن الساحه والساحه ترغب عاده بان تظهر من يظهر بوجهها فقط حتى لاتجهد نفسها بالبحث عن هذه الفئه التى افنت عمرها وهي تنزف بقلمها وقلبها واحساسها وروحها الخلاقه لتمنحه للوطن والانسان ولتضفي الابتسامه على وجهه في ازمنه الوجع والاهم ان هذه الفئه المبدعه والفاعله لم تجد من يبحث عنها ليكرمها فقد اكرمت نفسها وقدمت للجماهير وقدمت لها الجماهير كل قلبها وفكرها لتلقف كتاباتها والجهات الثقافيه في العديد من المؤسسات العربيه عموما نائمه على طاولات الوظيفه العسليه لاتبحث الا عن ذاتها فقط والوظيفه وربما توريث حتى الوظائف للاقارب 0 وكم تمنيت ان يكون هناك جمعيه او منتدى او نادي خاص او ربطه تجمع فقط كتاب الادب الساخر في العالم العربي لتكون النواه الابداعيه الحقيقيه بعد ان اضحى الادب الساخر غذاء ودواء المرهقين والمستنزفين والمقهورين
من العالم والمحبطين لصناعه الادب الساخر الذي يبني الامل والحب والابتسامه ويقدم اجمل مالديه من نقد بناء وهذه دعوه اوجهها لكل عشاق الادب الساخر وكتابه والجهات الحقيقيه المسؤله عن الادب عموما والثقافه المحليه والعربيه 00
ملاحظه هامه اعتذر بقوه لبعض الاخوه والزملاء والاصدقاء الذين نسيت اسمائهم ان اوردها وهذا لاسمح الله ليس عن قصد الاساءه او التجاهل تقليلا لشانهم بل هي الذاكره المتعبه والمسؤليات الكثيره والكبيره في سبيل الحياه وارجو قبول اعتذاري الشديد وشكرا