أنــــا وتاريــــــخ هـــــــذا العــــــالم
يوميــــــات رحالـــــــة عربـــــي
• أرعبنــــي الراكــب الأعــــــور _مصـــــــــر
• كيــف أضحيــت ابن بطوطـة _ اليمـــــن
• نســــاء فوق حـــدود المألوف _تركيــــا
• زائر إلى وفـــد الاستقبــــال_تركيــــــا
• دموع الإمبراطور الصغيــــر_تركيــــــا
• أنطاكيـــا شاطئ ورق التوت_تركيـــا
• بحـــــــــــارة علـــى اليــابسة_تركيـــــا
أرعبنــــي الراكــب الأعــــــور _مصـــــــــر
لم أكن متعجلا السفر حتى تلك اللحظة التي فاجأني بها هذا الرجل الغريب الأطوار فهو أشعث أغبر أعور لم يغسل وجهه يبدو منذ أيام ولم يعرف شعره تسريحة ولو باليد وعليه تكشيرة غليظة تخلع القلب وينظر إلى الجالس أمامه نظرة متتابعة وقحة لا يحيد ولا يستحي إذا ما لاحظ تضايق قبيله أو الجالس قبالته وملابسه أيضا مغبرة متسخة وكأنه لا يرغب بأن يقال نظيف أو ربما تضايقه النظافة وحتى لا تنخلع قلوب القراء من هذا الرجل سلفا بل سوف أجعلهم يحكمون عليه من خلال سلوكه وحركاته وشعوري الخاص وأحاسيسي تجاه ما حدث فقد كنت جالسا على طاولة متفردة حتى لا يشاكسني أحد ولا أشاكس أحدا وحتى أستطيع تأمل العالم وأخباره من خلال مطالعة سريعة للصحيفة المصرية والعربية وبعض الصحف الأجنبية وقد أشاهد الصور في المجلات والصحف إن لم يكن هناك متسع من الوقت فنهضت لطلب فنجان الشاي فطلب مني النادل أن أدفع ثلاث دولارات ثمن فنجان الشاي تفاجأت أن يصل ثمن الشاي المكون من فنجان ماء مغلي وكيس سكر صغير وهذا يعني أن فنجان الماء بدولار والسكر بدولار وكيس الشي أيضا بدولار ، دفعت ثمن الشاي هذه الدولارات فنجان الشاي الخمس نجوم ، ووضعته على الطاولة وعدت لأشتري علبة سجائر أجنبية فطلب مني البائع ثمنها دولارين وعشرين سنتاً فأعطيته خمس دولارات وقلت له متضايقا أريد الباقي وباقي السنتات سنتا سنتا ولو قذفتها في سلة المهملات فقال اذهب واصرف من البنك فذهبت للبحث عن البنك وإذا بي أجد غرفة زجاجية وفيها شاب جميل لبق مبتسم ولطيف فأخبرته عن نية البائع بلهف السنتات والدولارات الباقية فقال ضاحكا ولا يهمك سأعطيك كل سنتا ولن يأخذ شيء أنت غير راض عن إعطائه إياه فقلت أريد أن اشتري علبة السجائر ودفع الباقي لهذه العلبة الزجاجية المكتوب عليها تبرعات فابتسم وقال تكرم عينك وأعطاني ورقة عليها ختم البنك الزجاجي الصغير وقال أعطها للبائع ونحن نحاسبه ، فيعطيك علبة السجائر ، وخرج من غرفته البنكية الزجاجية ومعه باقي الخمس دولارات ووضعها في الصندوق الزجاجي وقال هل يريحك هذا ؟ قلت : أكيد . سوف تريحني هذه الأشياء لا أن يقهرني البائع ويجعلني أدفع ضعفي علبة السجائر وأربعة أضعاف فنجان الشاي ، وشكرته وعدت للبائع الذي ما أن شاهد الورقة حتى شعرت وكأنه صفع على وجهه وكاد أن يصرفني دون بيعي السجائر إلا أنه فوجئ بموظف البنك خلفه يقول له أعطه علبة السجائر وتحصل على ثمنها من البنك الآن قالها وهو يبتسم في وجهي ومغتاظ من البائع فأخذت علبة السجائر الأجنبية وعدت لطاولتي وشربت فنجان الشاي الذي كان قد برد الماء فيه وجلست وأنا عيني على الصحف المبعثرة على الطاولة أمامي وفنجان الشاي أشربه بتمهل وتلذذ فشعرت بيد لطيفة اقتربت مني فالتفت وإذا بمجموعة سياحية من فرنسيين وبريطانيين أجانب على الطاولة المقابلة لي وإحدى السائحات تعزم علي بعض المكسرات فشكرتها بإنجليزية مهشمة تهشيما ولكنها مفهومة رغم طخها من قبلي وقلت لها شكرا أريد فنجان ماء من زجاجتها فابتسمت وأخرجت من حقيبتها فنجانا بلاستيكيا وصبت لي فيه الماء فشكرتها وقلت ناء ذوق لو كانت من بلاد عرب وطلبت منها الماء ومعها كل هؤلاء (الرجال الخناشير) لقيل عني رجل وقح وقليل ذوق ومشكلجي ولا تدري عقوبة مثل هذا الأمر الجلل، فكيف إذا ما قامت هي بالتربيت على كتف رجل غريب أجنبي وعزمت عليه التسالي لثار الدم في عروق الرجال و لانفتحت الأوداج ورقصت الشوارب غضبا و لأتهمت بأنها فضحت أهلها ولطخت سمعتهم وشرف عائلتهم بالوحل لأنها عزمت على الرجل بالتسالي وكل هذا لأننا كلنا عقد نفسية غريبة ، وعادت هي تتحدث مع جماعتها في الجروب السياحي من أصدقائها وعدت أنا أطالع الصحف بهدوء والقاعة المقابلة لقاعة الترانزيت لطائرتنا المتجهة لليمن فارغة ، وبعد حوالي ثلث ساعة تلفت حولي هكذا دون سبب وربما لأنني كنت أريح عيناي من القراءة لأجد على طاولتي وأمامي مباشرة رجلا يجلس أمامي وهو ينظر لي بتمعن شديد وبدون أن يرف له رمش عينه الوحيدة التي ينظر لي بها ، فتطلعت له باستغراب لماذا ينظر لي هكذا وقد لاحظ ذلك ولكنه لم يفعل سوى أنه جلس من قعدته واتكأ على الطاولة ليتمكن من التحديق بي بإصرار ووقاحة نادرة فكدت أصرخ في وجهه وأسأله لماذا تنظر إلي إلا أن وقاحته منعتني من ذلك وكظمت غيظي وعدت للقراءة وقد خطر ببالي أنني غلطان ربما لم يجد مكانا يجلس فيه فجلس أمامي وهذه الفكرة جعلتني أرفع رأسي عن الصحيفة وأنظر للقاعة الواسعة المليئة بالطاولات والمقاعد الفاخرة والفارغة أيضا ما عدى الطاولة التي خلفي ويجلس عليها السواح الأجانب وفي زاوية بعيدة ركاب يقفون عند كشك للصحف العالمية والعربية والمحلية المنوعة والملفته للنظر وقد نشر على البلاط أمام الكشك الكثير من الروايات العربية والعالمية فلماذا ترك هذا الرجل كل هذا الفراغ وجلس عندي وقبالتي ، هل يدرك هذا الرجل أنني أتشاءم من العوران والعرجان كما كتب عنهم الجاحظ فجاء ليشاكسني وينكد علي رحلتي وجلستي وينغص علي سكينتي فعدت ونظرت له وإذا به محدق بي باهتمام ولا يتوقف عن النظر والتحديق ولو انفجرت غيظا ومت قهرا ، فلملمت الصحف المبعثرة على الطاولة وحشوتها بحقيبتي الصغيرة الخاصة بالكاميرات ونهضت ونظرت لها وكأنني أقول له(طز عليك ، أو اشبع بالطاولة وخليك بحلق في غيري) ونهضت بإتجاه كشك الصحف وأنا أفكر بالرجل الذي يظهر أنه لم يغسل وجهه ولم يرجل شعره الأشعث منذ زمن وقد نبت شعر لحيته وكأنه إرهابي مطارد في الجبال والغابات ولا يوجد معه وقت لمثل هذه الكماليات التافهة التي لا تهمه ولماذا ينظر لي بهذا الشكل المريب وهل جاء يخطف الطائرة وقد قرر أن لا يغتسل أو يحلق لأنه يدرك سلفا أنه ميت لا محالة وبدأت الأفكار تأتي وتذهب في مخيلتي وراودتني الأفكار واشتغل معي الخيال الخصب ككاتب ساخر وكتبت عنه حين عودتي في إحدى الصحف المحلية وأكثر من مرة وبأساليب متعددة من الأدب الجاد والأدب الساخر ، واتهمت سكرتير التحرير بأنه مسؤول عن إرساله للتنكيد علي لأنه يعرف أنني شديد الحساسية من العوران والعرجان والبرصان وأشباههم ومن شايعهم وربما كان السبب هو أفكار صديقها الجاحظ ، وشط بي الخيال بأن الطائرة سوف تتحطم وتسقط في البحر الأحمر لأن هذا الرجل الأعور ينوي الركوب فيها والدليل على ذلك هو انتقائي من دون الركاب ليجلس أمامي لأعرف سلفا نهاية رحلتي في الحياة ورحلتي في الطائرة وفجأة دوى بالقاعة صوت ناعم يطلب منا نحن ركاب الطائرة المتجهة لليمن أن نتجه لقاعة الترانزيت وننتهي من إجراءات التفتيش الأخيرة لركوب الطائرة ، وبسرعة كبيرة كنت أضع حقيبتي الصغيرة الخاصة بالكاميرات وآلة التسجيل وأدوات الكتابة على حزام يدخل في بطن آلة إلكترونية متلفزة تظهر فيها محتويات الحقيبة على شاشة تلفازية أمام مراقب خاص يستطيع التحكم بوقف وتسيير الحزام وإظهار ما تحويه الحقائب بدقة فمرت حقيبتي الغيرة بسلام وحملتها ودخلت إلى غرفة الترانزيت الزجاجية المقابلة لموقع الطائرة وكان أكثر ما يهمني هو الرجل الأعور الشاذ الغريب الأطوار من الممكن أن تصل به الوقاحة كي يجلس أمامي ويبحلق في وجهي مرة ثانية في هذه القاعة استعدادا لنقلنا إلى الطائرة مباشرة وجلست على مقعد أستطيع أن أشاهد كل الداخلين أو الخارجين من القاعة وكانت المقاعد متقابلة كصفوف يقابل بعضها بعضا وبدأ الركاب يدخلون ويجلسون على مقاعد القاعة فامتلأت القاعة فامتلأت القاعة ما عدى بعض الكراسي المبعثرة هنا وهناك وليدخل الرجل ذاته بلباسه المتسخ وليدخل الرجل ذاته بلباسه المتسخ ولحيته غير الحليقة وعينه اليمنى الفاقدة لإبصارها ومغمضة وبكل بساطة وهدوء يترك كل مقاعد القاعة الفارغة ويجلس قبالتي مما جعلني أشعر بأنني بحاجة إلى أن أنهض وأذهب إليه وأسأله لماذا يستفزني ولكنني لم أفعل كنت أشعر بأن ما يحدث هو شيء ربما من قبيل المصادفة وربما أن شيئا ما لفت نظره لي وربما يراني في نظره شاذا كما هي نظرتي له شخصيا وقبل أن يجلس متأملا في خلقتي كما يرغب دخل رجل مدني وقال عفوا فلان مطلوب في الخارج للأمن وكان المعني هو الرجل ذاته وهنا ثارت شكوكي وقلت هل من الممكن أن يكون إرهابيا فاشلا أو أنه إرهابي ذكي جعلك شكله حتى أضحى مزريا جدا بحيث لا يلفت النظر إليه بينما الواقع أن شكله يلفت النظر أكثر من اللازم ولم يطل انتظاري حتى عاد مرة أخرى إلى مقعده وينادى علينا بالمكبرات لنصعد للطائرة ، فتنفست الصعداء وأنا أبتعد عن مصدر التشاؤم وبأن هذا الرجل الشؤم سوف يتبعني للطائرة لا محالة فإذا ركب هذا الرجل معنا فسوف تحدث كارثة ،لقد وصلت معي السوداوية والتشاؤم دروتهما معي وأنا أراه صاعدا إلى الطائرة التي سأركبها وتمنيت لو أنني لم أسافر اليوم ونسيت كل شيء إلا هذا الكابوس الذي يلاحقني أو يجمعنا معا في مكان واحد ، وحينما وصلنا إلى بوابة الدخول عند ذيل الطائرة شاهدت الرجل يقف قريبا مني ، المصيبة أنني لا أخافه بل أشعر بذروة التشاؤم وبأنه دليل كارثة فاحترت فأنا لا أريد أن تقع عليه عيني حتى لا أفقد أعصابي وأذهب إليه فأدق في خوانيقه هكذا دون مقدمات ، ليس مهما أن لا يكون هناك سببا ظاهرا لذلك عدى شعوري بالتشاؤم المرعب وأنا أعرف بأنني أتوهم ولكنني لا أستطيع أن أمنع نفسي من هذا الشعور كنت أريد الصعود للطائرة دون أن تقع عيني عليه أو تقع عينه الوحيدة علي ، ولكن الذي حدث لم يساعدني فقد وجدته أقرب لباب الطائرة ولفت نظري سلم صغير على ميسرة مقدمة الطائرة فاندفعت نحو السلم الصغير الذي لم يقترب منه أحد فصعدت بسرعة وإذا بي أجد كابينة الطيار أمامي وتفاجأت المضيفة بوجودي ومع هذا لم تخف ابتسامتها وطلبت منها أن توصلني إلى مقعدي فابتسمت لي قائلة أن أرتاح في الدرجة الأولى لحين يجلس الركاب ويضعون أمتعتهم الشخصية فجلست على المقعد وأشعلت سيجارة ونظرت حولي على المسافرين وهم يتجولون في الطائرة ولا يريدون ان يهدؤوا حتى تزأر التوربينات وتنطلق الطائرة بهم فتقدمتني المضيفة حتى وصلت كرسيا فارغا قائلة هذا مقعدك فاكتشفت أن حظي هو للمرة الثالثة أن أجلس في المقعد عند باب النجاة وبأن باب النجاة لن يفيدني بالهرب من الطائرة لو حصل مكروه ما لأن التوربينات الضخمة جدا سوف تبتلعني قبل الوصول للجناح ، فتحسست أدوات النجاة تحت الكرسي والكراسة الموجودة في الحقيبة أمامي عن إرشادات حول التصرف في حال حدوث طارئ ما فقمت بضغط زر أحمر أمامي مرسوم عليه فتاة تلبس تنورة ويعني ذلك رمز لنداء المضيفة وطلبت فنجان شاي فابتسمت بغيظ دون أن تعتذر عن طلبي لأن الوقت غير مناسب ونحن لم نقلع بعد وما أن وضعت لي الشاي وتوابعه والتي تتألف من سكر وملعقة وشوكة ومادة مزيلة للبقع ومحارم ورقية حتى سمعت زئير التوربينات ووقفت إحدى المضيفات لتشرح لينا كيفية ربط حزام الأمان وكيفية إستعمال الأوكسجين للذين لا يتحملون ضغط الهواء في الفضاء وإطفاء السجائر حالا فقد بدأت الطائرة بالتحرك وتسير على المدرج وكأنها أوتوبيس ضخم يسير بدلال على شارع لوحده ، وبدأت السرعة تزداد شيئا فشيئا حتى شعرت بأن مقدمة الطائرة بدأت بالإرتفاع عن الأرض وأنا أنظر باهتمام من النافذة والتفت للرجل الجالس جانبي فرأيته وقد شحب لونه ويكاد أن يصاب بالإغماء من الخوف فبدأت أحدثه حتى أشغله عن التفكير وأنزع من صدره الخوف ولم يكتم الرجل خوفه قائلا شعرت أنني سأموت وأن الدم كاد يجمد في عروقي من صوت التوربينات وأنا خائف جدا فهذه أول مرة أصعد فيها طائرة فابتسمت قائلا إن كثيرا من الركاب في الطائرة يركبونها لأول مرة في حياتهم فلا تقلق لأن الله بيده كل شيء فدع الأمر له ، وسمع نداء الطيار عبر مكبرات صوتية داخل الطائرة بأننا على ارتفاع أربعة وثلاثين ألف قدم إرتفاعا عن سطح الأرض وكانت السحب تبدوا تحتنا وكأنها عالم آخر من الجبال العالية البيضاء والسوداء ولها شكل أودية ومسطحات وكأنما نحن نحلق على سطح كوكب الغيوم فهو يشبه تضاريس الأرض بأشكاله وحذر الطيار من مطب هوائي بعد أن دخلنا غيمة ضخمة جدا ولم نعد نرى من الطائرة سوى سحب تكنف الطائرة من كل جانب وهي تحاول الخروج منها واختراقها وشعرنا برجة خفيفة غير مزعجة ولم أكن قد نسيت الرجل الأعور الذي أرعبني بعد أن بدأت الطائرة تأخذ مسارها فوق البحر الأحمر وقد ظهرت حاملتا نفط على وجه الماء وكأنهما علبتي كبريت تطفوان على سطح الماء الغامق الزرقة من بعد المسافة فوجدت صاحبي يجلس على بعد أربع مقاعد مني من اليسار وخلع قلبي عندما وقع بصري عليه وهو يحدق بي باهتمام فتضايقت بشدة ولكنني لم أجد وسيلة لأفش غلي فيه وتمنيت لو دخلت دماغه لأعرف ماالذي يفكر فيه ،وأشحت بوجهي عنه وقلت في خاطري مالي وماله فلنظر لي حتى يطق وتطلع روحه وربما شيء ما في داخله الله وحده يعلم مافيه وعدت لأحدق في البحر الأحمر وأنا أقول في نفسي كيف كان الناس يسافرون ويقطعونه في شهور ونحن الآن نقطعه بالطائرة دون أي عناء وبعدة ساعات فقط ، فتنبهت للمضيفة وهي تضع لي وجبة طعام في أوعية سفرية وكانت مؤلفة من قطعتي لحم تشبه الهامبرغر وقطعة خبز منتفخة ومايونيز وبعض قطع الجبن وقارورة ماء، وللمرة الرابعة طلبت الشاي ولو كنت على الأرض لما تذوقت الطعام لأن نفسي مسدودة(مسكرة) كما يقولون ، فتناولت لقيمات صغيرة وشربت فنجان الشاي وأخرجت دفتر ملاحظاتي وأخذت أكتب فيه ثم أعدته وأنا أحاول النظر إلى جبال اليمن الشاهقة العلو ذات الصخور الزرقاء وهذه القرى الصغيرة الجاثمة فوق قمم الجبال ، والغريب كيف يصعدون الناس الى هذه القمم وكيف يحصلون على موادهم التموينية وما هي المهن التي يمتهنونها في هذه المرتفعات الشاهقة حتى هبطت بنا الطائرة في مطار صنعاء وليختفي الرجل الأعور وتختفي لحظات الشؤم معه في نفسي وأقول وداعاً أيها الشؤم لا لقاء بعده