ألف يوم حول العالم
أنا وتاريخ هذا العالم **فيصل محمد عوكل
يوميات رحالة عربي / تركيا
دموع الإمبراطور الصغير
صحوت على أصوات موسيقى قوية وجلبة كبيرة في الشارع فذهبت إلى البرندة لأستطلع الخبر ،فوجدت جوقة موسيقية شعبية تحتل الشارع تعزف ألحانا شعبية معروفة وخلفها عدد كبير من الرجال والشباب وبعض النساء وفي الوسط طفل صغير تم إلباسه تاجا من القماش المقصب وبدلة ملوكية مقصبة من العصور المملوكية القديمة وقد حمل صولجانا مزركشا وهو يركب حصانا يجره رجلان وحوله رجال ونساء وصبيان من أقاربه وهو تارة يبكي وتارة ينظر حوله إلى الناس، وجلبة الموسيقى وأبواق السيارات التي تتبع الموكب من أقاربه ، فارتديت ملابسي بسرعة ونزلت للشارع لأعرف سر هذا الإمبراطور الصغير الباكي رغم الموسيقى وهذا الدلال الزائد فوجدت موظف الفندق الذي أنزل فيه شخصيا والمطل على أهم شوارع المدينة فقلت له هل هذا الإحتفال له مناسبة معينة مثلا ؟ فقال لا إن هذا يحدث عندنا في بعض الأحيان فهذا الطفل هو وحيد والدية وقد تم عمل هذا الاحتفال له لأنهم قاموا بتطهيره، وهو احتفال طهور يتم فيه شراء هذه الملابس الإمبراطورية للصبيان إما بحالة الطهور (الختان)أو يكون وحيدا لوالديه وقد نذرت أمه أو والده نذرا بأن تطوف به المدينة وهذا يحدث بين الفينة والأخرى في مجتمعنا ، حينها عدت للفندق وأنا أعرف حزن هذا الإمبراطور وسر دموعه لفقدانه شيء وشعوره بالألم رغم كل هذه الموسيقى ، فابتسمت لنفسي وأنا أقول إمبراطور ليوم واحد وبكاء أيام قليلة وتبقى الأشياء للذكرى .