رحــــلات مشاغب بن قحطان في ربـــــــــــوع الأوطان
السياحـــــة في الــــوطن الجميـــــــــل
حينما يشتعل الحب في الوطن تعم السعادة لكل الأركان وحينما يكون لنا مثل هذا التراث العظيم من الآثار فإننا أمة تستحق أن تفاخر الدنيا بتاريخها ، وأن تفرد ربوعها الجميلة الخضراء لضيوفها من كل أصقاع العالم وحتى نصل لمثل هذا الأمر الجميل فإنه من المطلوب أن يكون كل مواطن مرشدا سياحيا يتحدث عن حضارة بلاده وجمالها وتاريخها وقد حفظه عن ظهر قلب بمثل هذه النفوس التي يمتلكها الحب والإخلاص والوفاء للوطن ، يرتقي الوطن .
ولأن الإعلام له دور رئيسي في الترويج للسياحة ولرفع شأن الوطن واظهاره بما يليق به بين أمم العالم ككان التناغم الجميل والمريح بين وزارة السياحة والاثار ليدعم كل منهما الآخر في هذا المجال وهو خدمة الوطن ولقد كان لقسم العلاقات العامة في وزارة السياحة دور بارز في خلق هذه العلاقة الحميمة والناجحة وليأتي دور الاعلام لينقل الصورة الحبيبة على أرض الواقع من أجل توطيد وتيرة هذا التناغم ولينقل بالكلمة كل الصور الملتقطة من الذاكرة المشاهدة والمبصرة لكل القراء محليا وعربيا وعالميا.
وحتى نصل لأعلى المستويات السياحية كان لابد من المعلومة عن المكان والزمان حتى يكون الحديث وثائقيا وجماليا وله صفة النضوج الاعلامي والمصداقية التاريخية .
وقد ارتأت صحيفة الهدف أن يكون في كل عدد من أعدادها زيارة لموقع سياحي أو أثري لاثراء ذاكرة المواطن بكافة تاريخ وطنه قديما وحديثا ولتبدأ سلسلة رحلاتنا اعتبارا من هذا العدد وكلنا أمل بالتعاون مع كافة الجهات المهنية سياحيا للوصول لخدمة الوطن على الوجه الأكمل ، وقد بدأنا رحلتنا من قلب عمان..
المدرج الروماني:
يحتل المدرج الروماني قلب وسط العاصمة عمان حيث يحتل درجة عالية من الأهمية السياحية محليا وعالميا ، التقاطر المثالي في قلب العاصمة ، وحيث يعرض عليه في بعض الأحيان الحفلات الفنية والثقافية العامة ويقع على ميمنته قصر ضخم لا يزال تحت الترميم المكثف وفتحه أمام الزوار ، ويواجه المدرج الروماني من جوانبه أحدث المطاعم والفنادق وساحة عامة هي الساحة الهاشمية والتي تعتبر من أشهر الساحات العامة والمتنفسات الجميلة في المملكة الأردنية لكثافة الزوار واعدادهم حتى باتت الساحة متنزها قوميا وسياحيا محليا وعربيا وعالميا ، ويرتبط مع المدرج الروماني مواقع أثرية تكاد تعتبر قطعة واحدة من التاريخ القديم .
سبيل الحوريات
وأحد هذه المواقع المرتبطة تاريخيا مع المدرج الروماني هو سبيل الحوريات والذي لا يبعد كثيرا عن المدرج الروماني الشهير إلا بأمتار يقطعها السائح سيرا على الأقدام بيسر وسهولة ويعتر سبيل الحوريات معلما أثريا هاما بحكم ارتباطه الوثيق بالتاريخ القديم مع المدرج الروماني وجبل القلعة الذي يطل على مدينة عمان ويشرف عليها تماما والذي يعتلي قمة الجبل المطل على المدرج الروماني وقد وضعت وزارة السياحة نصب أعينها رعاية التاريخ الوطني والثروة الوطنية السياحية فكثفت من الحفريات للكشف عن المزيد من الآثار التي تحيط بسبيل الحوريات وجبل القلعة ويستطيع أي زائر أن يشاهد عظمة وجمال سبيل الحوريات وبناءه الضخم وموقعه المميز في قلب العاصمة ويستطيع أي زائر لا يعرف طريق الوصول إلى جبل القلعة أن يركب أي سيارة سيرفيس لجبل الحسين ويطلب من السائق إنزاله عند بوابة جبل القلعة .
جبل القلعة
يقع جبل القلعة مقابل جبل القصور العامرة ويشرف على معظم جبال عمان لموقعه العالي حيث يستطيع أي زائر أن يشاهد قلب عمان والساحة الهاشمية وقسم كبير جدا من العاصمة وهو يقف على أطلال سور القلعة الشرقي ويستطيع الزائر أن يقوم بزيارة متحف الآثار الموجود على جبل القلعة حيث تبدأ سلسلة عظيمة من التراث القومي تظهر أمامه بوضوح منذ العصر الحجري وحتى العصر الروماني الأخير والحضارة العربية والإسلامية وإن زيارة المتحف تعني ثروة ثقافية وتاريخية للزائر حيث يطلع على حضارات الشعوب السالفة والتي اندثرت عبر الحقب الزمنية الماضية ويطلع على أسلوبها الحياتي وطقوس عباداتها ويلاحظ السائح والزائر المحلي النشاط الملحوظ للحفريات والمكتشفات الحديثة في جبل القلعة وهذه المكتشفات كانت ترزح تحت آلاف الأطنان من الأتربة التي تراكمت عليها عبر التاريخ وقد أثمرت جهود وزارة السياحة والآثار بالاكتشافات الجديدة لتضيف رصيدا وذخرا أثريا كتاريخنا الأثري والسياحي . يستمتع السائح والزائر بتراثنا وتاريخ هذا الوطن .